نجا لاعب الفريق الأولمبي بنادي الغرافة القطري، عبد الرحمن شحاته، من أزمة قلبية عارضة أثناء التدريب، بعدما تم نقله لقسم الطوارئ في أحد المستشفيات.
وأعلن الغرافة أنه تم إجراء فحوصات شاملة للاعب، والاطمئنان على حالته الصحية، فيما أكد مدير الفريق، عبد العزيز الشمري، أن شحاتة بحالة مستقرة صحياً.
لكن لم يتحدد مستقبل شحاته مع الفريق بعد تلك الأزمة، وهل يمكن أن يستمر في الملاعب، أم أن مشواره الكروي سينتهي مبكرا.
ولم يكن شحاته أول لاعب يتعرض لأزمة قلبية أثناء التدريبات أو المباريات، فهناك العديد من الشواهد التاريخية على حالات مشابهة للاعبين، توفّى بعضهم، فيما نجا البعض الآخر.
كما أن هناك العديد من النجوم الذين تعرضوا لأزمات قلبية، واستمروا وتألقوا بعدها في الملاعب، ومنهم على سبيل المثال الجزائري نبيل بن طالب، لاعب خط وسط ليل الفرنسي.
وتعرض بن طالب لأزمة قلبية، خلال مشاركته في مباراة ترفيهية غير رسمية مع أصدقائه، في يونيو/حزيران 2024، وخضع بعدها بأيام لجراحة، لتزويده بجهاز لتنظيم ضربات القلب، وهو جهاز يستخدمه عادةً الرياضيون الذين يعانون من مشاكل في القلب.
ورغم تأكيد الأطباء أنه يعاني من مشاكل صحية، ونصحهم له بالتوقف عن لعب الكرة خوفاً على حياته، إلا أن بعد مضي نحو 8 أشهر، عاد النجم الجزائري مجدداً للمشاركة مع فريقه ليل، الذي ما زال يلعب في صفوفه حتى الآن في الدوري الفرنسي.
أزمة إريكسن
كما تعرض النجم الدنماركي كريستيان إريكسن لأزمة قلبية، في الدقيقة 42 من مباراة منتخب بلاده أمام منتخب فنلندا، في كأس أمم أوروبا، يوم 12 يونيو/حزيران 2021، وكان وقتها لاعباً مع إنتر ميلان الإيطالي.
وتجمع حوله كل اللاعبين، وتدخل المسعفون لإجراء عملية تدليك للقلب، واستخدام جهاز مُزيل الرجفان، قبل نقله إلى مستشفى في كوبنهاجن لإجراء سلسلة من الاختبارات.
وخضع اللاعب لجراحة لزرع جهاز مُزيل الرجفان التلقائي، وغادر المستشفى بعد الحادثة بستة أيام، وعاد لممارسة كرة القدم بعد 9 أشهر من إصابته بالأزمة القلبية.
وعاد إريكسن إلى الملاعب عندما شارك في الشوط الثاني، من مباراة ودية بين الدانمارك وهولندا، في 26 مارس/آذار 2022، وسجل هدفاً بعد دخوله بدقائق، وتم اختياره رجل المباراة.
وانتقل بعدها النجم الدنماركي في صيف 2022 إلى برينتفورد الإنجليزي، ومنه إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، لأن الدوري الإيطالي يمنع اللعب لمن يحمل جهاز رجفان القلب، وشارك بعدها اللاعب مع منتخب بلاده في كأس العالم (قطر 2022)، وكأس أمم أوروبا الأخيرة.
أما الهولندي دالي بليند، فكان يعاني من مشاكل في القلب عام 2019، وخضع لجراحة لتركيب جهاز إزالة الرجفان القلبي، بعدما تعرض لنوبة قلبية خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا، في 10 ديسمبر/كانون الأول، جمعت فريقه آنذاك، أياكس الهولندي، مع فالنسيا الإسباني.
وعاد بليند بعدها لممارسة كرة القدم، ولعب لأندية مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، ثم جيرونا، فريقه الحالي منذ عام 2023، والذي يستمر تعاقده معه حتى يونيو/حزيران 2026.
كانو
كما يُعتبر النيجيري نوانكو كانو أبرز من خضع لجراحة في القلب، قبل العودة إلى التألق والبروز بشكل لافت، حيث توج مع منتخب بلاده بالميدالية الذهبية، في دورة الألعاب الأولمبية 1996.
وانضم كانو إلى إنتر ميلان الإيطالي، وبعدها تم تشخيص إصابته بمشاكل في القلب، وأكد الأطباء أن استمراره في الملاعب سيشكل خطراً كبيراً على حياته، وأجرى جراحة القلب المفتوح بعمر 23 عاماً.
لكن تم استبدال صمام قلب كانو، وعاد بعدها لممارسة كرة القدم، وحمل ألوان آرسنال ووست بروميتش وبورنموث بالدوري الإنجليزي الممتاز، حتى اعتزاله عام 2012، كما وصل مع بلاده لنهائي أمم إفريقيا 2000، ونصف نهائي البطولة في 2004، وخاض أيضا نهائيات كأس العالم 2002.
يُذكر أن المهمة الأساسية لجهاز مُزيل الرجفان، أو جهاز تنظيم ضربات القلب، هي التأكد من أن القلب لا ينبض ببطء شديد، وهو عبارة عن سلك كهربائي يدخل إلى القلب، ليراقب أداءه والنبض.
وفي حال عدم انتظام ضربات القلب، يقوم الجهاز بمنح القلب شحنة للوقاية من التعرض للموت المفاجئ، وهذا الجهاز لا يمنع العودة لممارسة الرياضة، لكنه لا يمنع الخطورة تماماً على حياة الرياضي.
ولهذا السبب، تمنع بعض الاتحادات الكروية اللعب بجهاز مُزيل الرجفان، على غرار الاتحاد الإيطالي، إذ لا تسمح اللجنة الطبية للاعبين بالمشاركة في المسابقات التي ينظمها الاتحاد، بعد الخضوع لجراحة في القلب.
ويزداد القلق في عالم كرة القدم، مع ارتفاع عدد اللاعبين الذين يعانون من أزمات صحية في السنوات الأخيرة، خصوصا في ظل ازدحام جدول المباريات وكثافتها مقارنةً بالعقود الماضية.