قبل أكثر من عام، تولى المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو قيادة نوتنغهام فورست، في مهمة تهدف إلى إبقاء الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز. في ذلك الوقت، كان الفريق يقبع على بُعد خطوة واحدة فقط من منطقة الهبوط إلى التشامبيونشيب، وهو المركز نفسه الذي اختتم به الموسم، محققًا البقاء في الدوري في اللحظات الأخيرة من الموسم الماضي.
من معركة البقاء إلى المنافسة الأوروبية
لم توحِ بداية سانتو مع نوتنغهام بأن الفريق يمكن أن يتحول إلى منافس جاد على مقعد في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن العام 2024 شهد تحوّلًا جذريًا، حيث تجاوز نوتنغهام فورست عدد النقاط التي حصدها الموسم الماضي، وأنهى العام في المركز الثاني بفارق 8 نقاط عن المتصدر ليفربول، الذي لا يزال يملك مباراة مؤجلة.
جدير بالذكر أن نوتنغهام كان الفريق الوحيد الذي هزم ليفربول هذا الموسم، وفي معقل الأخير “أنفيلد”، ضمن الجولة الرابعة من الدوري. علاوة على ذلك، نجح الفريق في تحقيق خمسة انتصارات متتالية على فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد وتوتنهام، مع الحفاظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات متتالية.
مسيرة مدرب صُنعت من التحديات
بدأ سانتو مسيرته التدريبية في عام 2012 مع ريو آفي البرتغالي، قبل أن ينتقل لتدريب فالنسيا في الدوري الإسباني، ثم العودة إلى وطنه للإشراف على بورتو. ورغم نجاحه النسبي، كانت تجربته مع وولفرهامبتون نقطة التحول في مسيرته، حيث قاد الفريق للصعود إلى البريميرليغ واستمر معهم لأربعة أعوام.
لكن محاولته مع توتنهام لم تدم طويلًا بسبب تذبذب النتائج، ليقرر بعدها إعادة اكتشاف نفسه مع اتحاد جدة السعودي، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري موسم 2022-2023، رغم المنافسة الشرسة من النصر والهلال. ورغم الصدامات التي واجهها، أبرزها مع النجم كريم بنزيما، عاد سانتو إلى أوروبا ليستلم تدريب نوتنغهام فورست.
إدارة فنية محكمة ونهج تدريجي للتغيير
عند توليه المهمة، لم يلجأ سانتو إلى تغييرات جذرية، بل ركز على تعزيز المناطق التي تحتاج إلى تحسين. بفضل دعم المدير الفني جورج سوريانوس وكبير الكشافين بيدرو فيريرا، نجح النادي في إجراء تغييرات مدروسة، مثل التعاقد مع المدافع الصربي نيكولا ميلينكوفيتش، الذي ساهم في جعل دفاع الفريق ثالث أقوى دفاع في الدوري.
كما شهدت التعاقدات انضمام إليوت أندرسون، لاعب خط الوسط الذي أضاف ديناميكية جديدة إلى الفريق بجانب رايان ييتس ومورجان جيبس-وايت. ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يتطلع النادي إلى تعزيز خط الهجوم بمهاجم جديد لدعم كريس وود وتايو أونيي.
تحديات المستقبل
رغم هذا النجاح، يواجه نوتنغهام تحديات كبيرة، أبرزها المحافظة على نجوم الفريق مثل موريلو، أنتوني إيلانجا، وكريس وود، في ظل اهتمام أندية أخرى بضمان خدماتهم. يدرك سانتو جيدًا أن الاعتماد على النجوم الكبيرة ليس دائمًا الخيار الأمثل، كما أظهر خلال تجاربه السابقة، حيث يفضل تطوير المواهب وصناعة الفرق بأسلوب تدريجي وفعّال.
خلاصة
ما يحققه نوتنغهام فورست تحت قيادة نونو إسبيريتو سانتو ليس مجرد صدفة، بل ثمرة عمل شاق ونهج مدروس يمزج بين التكتيك المحكم واستثمار المواهب. ومع استمرار الفريق في تقديم مستويات مميزة، يبدو أن الحلم بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا قد يصبح حقيقة قريبة.