لائحة بوسمان، التي أُصدرت عام 1995 من قبل محكمة العدل الأوروبية (CJUE)، تُعد واحدة من أهم الأحكام التي غيّرت وجه كرة القدم، حيث أعادت صياغة قواعد سوق الانتقالات على المستوى العالمي.
القصة وراء اللائحة:
- البداية:
بدأت القصة مع اللاعب البلجيكي جان مارك بوسمان، الذي كان تحت عقد مع نادي RFC لييج. عندما أراد الانتقال إلى نادٍ فرنسي، رفض ناديه السماح له بالمغادرة دون دفع تعويض انتقال، رغم أن عقده كان على وشك الانتهاء. - الحكم:
أصدرت المحكمة قرارًا بأن فرض تعويضات انتقال على لاعب انتهى عقده يشكل انتهاكًا لحرية تنقل العمال، وهو حق أساسي في القانون الأوروبي.
بناءً على ذلك، تم إلغاء أي تعويض انتقال يُفرض على اللاعبين الذين تنتهي عقودهم، مما أتاح لهم حرية الانتقال بين الأندية دون قيود مالية.
تحرير سوق الانتقالات:
- إلغاء القيود على اللاعبين الأجانب:
قبل قرار بوسمان، كانت بعض الاتحادات تفرض قيودًا على عدد اللاعبين الأجانب في الفرق.
قررت المحكمة أن هذه القيود تعيق حرية حركة العمال، مما أدى إلى إلغائها وتعزيز التنوع داخل الأندية الأوروبية. - زيادة حرية اللاعبين:
- أصبح اللاعبون في نهاية عقودهم قادرين على التفاوض بحرية مع أي نادٍ دون تدخل ناديهم السابق.
- أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في رواتب اللاعبين وقوتهم التفاوضية.
- تأثير عالمي:
- ساهم القرار في جعل سوق الانتقالات أكثر نشاطًا.
- استفادت الأندية الكبرى من هذه الحرية لجذب المواهب العالمية.
- ظهر العديد من البلدان كمصدر رئيسي للاعبين، مثل البرازيل، الأرجنتين، ودول إفريقيا وأوروبا الشرقية.
نتائج ثورية:
- تنويع الفرق:
ساعد القرار في جعل الفرق الأوروبية أكثر تنوعًا من حيث الجنسيات، مما زاد من تنافسيتها. - رفع مستوى الدوريات:
سمح للأندية الغنية بتكوين فرق قوية تضم أفضل اللاعبين، مما أثر في توازن البطولات. - دور اللاعب:
تحوّل اللاعبون إلى عناصر رئيسية في سوق الانتقالات، مع زيادة قدرتهم على التحكم في مستقبلهم المهني.
خلاصة:
لائحة بوسمان كانت ثورة في كرة القدم، حيث جعلت سوق الانتقالات أكثر حرية وشمولية، وفتحت الباب أمام تطور كرة القدم الدولية.
بينما زادت التنافسية بين الأندية، ساهمت أيضًا في تحويل كرة القدم إلى صناعة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية.
هل ترى أن لائحة بوسمان ساهمت في تحسين اللعبة أم أنها زادت من سيطرة الأندية الغنية؟